واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون ارتكاب جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، خلال شهر فبراير/ شباط 2025، بما في ذلك جرائم القتل، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، والاعتقالات، والتهديد وغيرها من الجرائم والانتهاكات، وبلغ عدد ما رصده قبل مركز معلومات فلسطين – معطى – من انتهاكات في الضفة والقدس (7773) انتهاكاً.
واستمرت آلة القتل الإسرائيلية باستهداف الفلسطينيين، وقتلت خلال الشهر الماضي (31) مواطناً في الضفة والقدس، كما بلغ عدد المصابين (210) مصاباً بنيران قوات الاحتلال ومستوطنيه، بينهم نساء وأطفال ومسنون، فيما بلغت عدد عمليات إطلاق النار التي نفذها جنود الاحتلال ومستوطنيه (332) عملية.
وتواصلت العملية العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يناير المنصرم، حيث أسفرت العملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها بعد مرور 40 يوما على الاجتياح، عن استشهاد 28 فلسطينيا، حتى نهاية شهر فبراير المنصرم.
وفي تصعيد خطير، اقتحمت دبابات الاحتلال الإسرائيلي محيط مدينة جنين لأول مرة منذ عام 2002، يأتي ذلك في وقتٍ ارتفعت فيه أعداد النازحين إلى 20 ألف فلسطيني، أي ما يعادل 90% من سكان المخيم، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم هربًا من القصف والدمار.
كما تشهد المخيمات والأحياء المتضررة انقطاعًا شبه كامل في المياه والكهرباء، إلى جانب نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للأطفال، ما ينذر بكارثة إنسانية خطيرة. وأدى الحصار والتصعيد العسكري إلى توقف المدارس والخدمات الصحية في المخيم، مما يزيد من معاناة آلاف الأسر التي وجدت نفسها في وضع معيشي كارثي.
على الصعيد الميداني، رصد مركز معلومات فلسطين -مُعطى- هدم وتدمير 498 منزلًا ومنشأة كلياً أو جزئيًا نتيجة القصف والاجتياح، كما تم اعتقال واحتجاز 187 فلسطينيًا من جنين ومخيمها، مع إخضاع العشرات للتحقيق الميداني. ونفذت قوات الاحتلال 336 عملية مداهمة لمنازل الفلسطينيين، إلى جانب 15 عملية قصف جوي استهدفت مواقع مختلفة داخل المدينة والمخيم.
كما وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية لتصل إلى مدينة طولكرم ومخيماتها، حيث ارتقى (13) شهيدًا نتيجة عمليات القصف والاشتباكات المستمرة، وسط كارثة إنسانية تتفاقم مع كل يوم يمر على الاجتياح العسكري المتواصل.
وفي ظل التصعيد العسكري المستمر، اضطر نحو 16500 فلسطيني للنزوح القسري من المخيمين، حيث بلغ عدد النازحين من مخيم طولكرم نحو 11 ألف شخص، في حين نزح 5500 آخرون من مخيم نور شمس، أي ما يقارب 85% من سكان المخيمين نزحوا قسرا إلى بلدات وقرى محافظة طولكرم.
ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على استهداف البشر، بل امتدت إلى البنية التحتية في طولكرم والمخيمين، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف وتدمير واسعة، ومنعت طواقم البلدية والدفاع المدني من فتح الطرق وإصلاح ما دمره العدوان، كما تم قطع جميع الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والاتصالات، عن سكان المخيمين، مما فاقم من معاناتهم اليومية.
في واحدة من أعنف حملات الاستهداف للمنازل والمنشآت الفلسطينية، أقدمت قوات الاحتلال على هدم أو تدمير 620 منزلًا ومنشأة، في سياسة واضحة تهدف إلى تهجير السكان وتغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة، كما استمر الاحتلال في تنفيذ حملات اعتقال مكثفة طالت 172 فلسطينيًا خلال الاجتياح، بالإضافة إلى 370 عملية مداهمة لمنازل المدنيين في المخيمين ومدينة طولكرم.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (1011) اقتحاما ومداهمة لمدن الضفة الغربية ومخيماتها وبلداتها وقراها، حيث دهم أفرادها العديد من المنازل السكنية وعبثوا بمحتوياتها ودمروا العديد من المحتويات ونكلوا بالسكان، واعتقلوا (902) فلسطينيا.
وخلال اقتحاماتها المتكررة وهجماتها البرية التي نفذته في مدن ومخيمات الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال والمستوطنون (1353) منزلا ومنشأة، بينها (330) منزلا قامت بهدمه كليا.
وفي القدس، بلغ عدد حالات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال ضد المقدسيين (51) اعتقالا، فيما بلغ عدد المستوطنين الذي اقتحموا المسجد الأقصى (5436) مستوطنا.
كما واصلت سلطات الاحتلال أعمالها الاستيطانية في عدة مناطق بالضفة، حيث بلغ عدد الأنشطة الاستيطانية (38) نشاطاً استيطانياً، تنوعت ما بين مصادرة وتجريف أراضي وشق طرق والمصادقة على بناء وحدات استيطانية؛ فيما جرى توثيق ارتكاب المستوطنون (177) اعتداءً.
وبلغ عدد الاعتداءات على دور العبادة والمقدسات (30) اعتداءً، وعدد الطرق والمناطق التي تم إغلاقها (1656) منطقة، بينما بلغ عدد التضييقات على الحواجز الثابتة والمؤقتة في مناطق مختلفة من الضفة والقدس (735) تضييقاً.
